نعلم أن المنافق الأصلى هو كافر مستتر يتظاهر بإسلامه ، وهذا صنف من المنافقين لن نفصل فيه ولن نتكلم عنه اليوم ..
فما يعنينا حقا ذلك الصنف الذى جاء ذكره دوما فى القرآن الكريم بالذين فى قلوبهم مرض ،
أولئك الذين استُحدِث فى قلوبهم النفاق ( الذين نافقوا ) أى نافقوا بعد إيمان وإن كان ايمانٌ به علة وضعف ..
فنراهم وقد ساروا فى ركاب المؤمنين من صلاة وصيام و سائرالعبادات إلى أن لاحت لهم بعض العقبات على الطريق أصابتهم بالجهد والإعْياء ، فلم يستطيعوا مواصلة المسير ونكثوا على أعقابهم ..!! (وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتَّبَعنَاكُم ،هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان ) ..
فنفاق هؤلاء استُحدِث نتيجة تعرضهم لابتلاء لم يلتزموا بالصبر على تحمله ، حين أُمروا بشعيرة الجهاد بما تحمله من جهدٍ و مشقة ..
فهؤلاء بالطبع صنف غير المؤمنين راسخى الايمان ، ولا هم أيضا بالمنافقين الراسخين فى الكفر ، ولكنهم بين بين ، فى قلوبهم مرض يتأرجحون دائما مابين الكفر والايمان كما بينّا من قبل !!
(مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا)
مذبذبين بين الشك واليقين ، الطاعة والعناد ، الحق والضلال ، الاستسلام لله والإعراض!! يصبح الرجل منهم مؤمنا ويمسي كافرا ، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا ... وأكبر ما يخشى عليه من هذا الفريق سوء الخاتمة ، فلا يعلم أحدهم بما يختم الله له ، نسأل الله السلامة ،
كما يخشى عليهم أيضا من الوقوع فى النفاق الذى يُطبع فيه ويُختم على القلوب فلا يرجعوا بعده مؤمنين أبدا !! كأصحاب القلوب المنكوسة والعياذ بالله ...
( فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )
(إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) ..
(وطُبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ) .. (صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) ...
ولكن دائما باب التوبة مفتوح مالم تُطبع على قلوبهم وعليهم بسرعة الانابة والتوبة ،
فقد أمرنا الله تعالى بالاستقامة على الطريق ما استطعنا، والتزود بما فيه قوة القلوب وحياتها ؛ من تجديد النية لله والاخلاص فى العمل ، والبعد عن مواطن الشبهات والفتن ... وجماع هذا كله فى كلمة واحدة اسمها التقوى ..
( فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) ففى الإنفاق مردود كبير على النفس واعانة لها على تطهيرها من النفاق ...
ولكن ماهى أهم مظاهر النفاق التى تنبت فى القلوب دون أن ندرى ويظهر أثرها فى العمل ، دعنا نتعرف على بعض منها حتى نحطاط لإنفسنا من هذا المرض ...
• أولا :عدم ارادة التحاكم لشرع الله والنفور منه
المنافق يقرأ القرآن والقرآن يلعنه ، يصلى ويصوم ومع ذلك يستمرأ الفاحشة ويدعو إلى المنكر ، وإذا عُرض على قلبه شيئ من شرع الله بحدوده وتكاليفه ،يكون عليه ثقيلا ،ولاتطمئن إليه نفسه ولا ينصاع له ،
فهو دائم الاعجاب برأيه ،والحق هو مايراه ،والشهوة تغلبه ،
(وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا )
أما المسلم الراسخ الايمان فحاله مع حكم الله والشرع معلوم :
(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) ...
( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )
----
• ثانيا : دائم الدوران مع المصلحة الشخصية لا مع الحق وأصحابه
( الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين )
أى باللغة الدارجة ( مع الرايجة )... ( مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ) دائما تراهم مع أصحاب النفوذ والقوة ...
----
• ثالثا : اظهارهم الإصلاح مع فسادهم
(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون )
فهم يسعون في إفساد أخلاق الناس ومعتقداتهم بتبنيهم دعاوى التفلّت من الشرع والانحلال واستمراء الرذيلة ، ومع ذلك يرون أنفسهم أهل صلاح و فضيلة ،
فالموازين لديهم مختلة ، ومتى اختلَّ ميزان الإخلاص والتجرد، اختلَّت سائر الموازين والقيم ، وتأرجحت مع الأهواء الذاتيَّة فى غياب شبه تام لأى قاعدة يستندون عليها شرعيَّة ، لذا رد عليهم المولى عزّ وجل بقوله ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )
----
• رابعا : الحرج والضيق من بعض أحكام الشريعة
( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم )
يكره الحجاب أو تحريم الله للربا أو قطع اليد فى حد السرقة أو .. أو ..
وحبوط الاعمال لا يكون إلا مع الكفر .. نسأل الله السلامة
----
• خامسا : الاستهزاء والتندر دائما بكل من التزم بشعائر الدين
(وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون )
من يلتزم بالصلاة فى المساجد ؛هؤلاء عاطلين ليس لديهم عملاً ولا شغلاً،
ومن يلتزم بالتواضع وخُلُقِه ؛هؤلاء تافهين ليس لديهم مركز ولا مكانة اجتماعية ،
ومن يحرص على الأوقات وعدم أضاعتها فى اللهو واللغو وغيرهما ؛هؤلاء انطوائين لديهم عقد نفسية ،
----
ففى صفات المنافقين الكثير والكثير التى ورد ذكرُها فى كتاب الله ، وحاولنا على قدر المستطاع أن نأتى لكم بأهم و ليس بالطبع كل صفاتهم ، ولمن أراد الاستزادة فعليه الرجوع إلى قول العلماء عنهم فلديهم الكثير مما لم نذكره ،
جنبنا الله واياكم النفاق وأهله ، ورزقنا التوفيق والاخلاص ..
فما يعنينا حقا ذلك الصنف الذى جاء ذكره دوما فى القرآن الكريم بالذين فى قلوبهم مرض ،
أولئك الذين استُحدِث فى قلوبهم النفاق ( الذين نافقوا ) أى نافقوا بعد إيمان وإن كان ايمانٌ به علة وضعف ..
فنراهم وقد ساروا فى ركاب المؤمنين من صلاة وصيام و سائرالعبادات إلى أن لاحت لهم بعض العقبات على الطريق أصابتهم بالجهد والإعْياء ، فلم يستطيعوا مواصلة المسير ونكثوا على أعقابهم ..!! (وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتَّبَعنَاكُم ،هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان ) ..
فنفاق هؤلاء استُحدِث نتيجة تعرضهم لابتلاء لم يلتزموا بالصبر على تحمله ، حين أُمروا بشعيرة الجهاد بما تحمله من جهدٍ و مشقة ..
فهؤلاء بالطبع صنف غير المؤمنين راسخى الايمان ، ولا هم أيضا بالمنافقين الراسخين فى الكفر ، ولكنهم بين بين ، فى قلوبهم مرض يتأرجحون دائما مابين الكفر والايمان كما بينّا من قبل !!
(مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا)
مذبذبين بين الشك واليقين ، الطاعة والعناد ، الحق والضلال ، الاستسلام لله والإعراض!! يصبح الرجل منهم مؤمنا ويمسي كافرا ، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا ... وأكبر ما يخشى عليه من هذا الفريق سوء الخاتمة ، فلا يعلم أحدهم بما يختم الله له ، نسأل الله السلامة ،
كما يخشى عليهم أيضا من الوقوع فى النفاق الذى يُطبع فيه ويُختم على القلوب فلا يرجعوا بعده مؤمنين أبدا !! كأصحاب القلوب المنكوسة والعياذ بالله ...
( فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )
(إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) ..
(وطُبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ) .. (صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) ...
ولكن دائما باب التوبة مفتوح مالم تُطبع على قلوبهم وعليهم بسرعة الانابة والتوبة ،
فقد أمرنا الله تعالى بالاستقامة على الطريق ما استطعنا، والتزود بما فيه قوة القلوب وحياتها ؛ من تجديد النية لله والاخلاص فى العمل ، والبعد عن مواطن الشبهات والفتن ... وجماع هذا كله فى كلمة واحدة اسمها التقوى ..
( فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) ففى الإنفاق مردود كبير على النفس واعانة لها على تطهيرها من النفاق ...
ولكن ماهى أهم مظاهر النفاق التى تنبت فى القلوب دون أن ندرى ويظهر أثرها فى العمل ، دعنا نتعرف على بعض منها حتى نحطاط لإنفسنا من هذا المرض ...
• أولا :عدم ارادة التحاكم لشرع الله والنفور منه
المنافق يقرأ القرآن والقرآن يلعنه ، يصلى ويصوم ومع ذلك يستمرأ الفاحشة ويدعو إلى المنكر ، وإذا عُرض على قلبه شيئ من شرع الله بحدوده وتكاليفه ،يكون عليه ثقيلا ،ولاتطمئن إليه نفسه ولا ينصاع له ،
فهو دائم الاعجاب برأيه ،والحق هو مايراه ،والشهوة تغلبه ،
(وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا )
أما المسلم الراسخ الايمان فحاله مع حكم الله والشرع معلوم :
(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) ...
( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )
----
• ثانيا : دائم الدوران مع المصلحة الشخصية لا مع الحق وأصحابه
( الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين )
أى باللغة الدارجة ( مع الرايجة )... ( مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ) دائما تراهم مع أصحاب النفوذ والقوة ...
----
• ثالثا : اظهارهم الإصلاح مع فسادهم
(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون )
فهم يسعون في إفساد أخلاق الناس ومعتقداتهم بتبنيهم دعاوى التفلّت من الشرع والانحلال واستمراء الرذيلة ، ومع ذلك يرون أنفسهم أهل صلاح و فضيلة ،
فالموازين لديهم مختلة ، ومتى اختلَّ ميزان الإخلاص والتجرد، اختلَّت سائر الموازين والقيم ، وتأرجحت مع الأهواء الذاتيَّة فى غياب شبه تام لأى قاعدة يستندون عليها شرعيَّة ، لذا رد عليهم المولى عزّ وجل بقوله ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )
----
• رابعا : الحرج والضيق من بعض أحكام الشريعة
( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم )
يكره الحجاب أو تحريم الله للربا أو قطع اليد فى حد السرقة أو .. أو ..
وحبوط الاعمال لا يكون إلا مع الكفر .. نسأل الله السلامة
----
• خامسا : الاستهزاء والتندر دائما بكل من التزم بشعائر الدين
(وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون )
من يلتزم بالصلاة فى المساجد ؛هؤلاء عاطلين ليس لديهم عملاً ولا شغلاً،
ومن يلتزم بالتواضع وخُلُقِه ؛هؤلاء تافهين ليس لديهم مركز ولا مكانة اجتماعية ،
ومن يحرص على الأوقات وعدم أضاعتها فى اللهو واللغو وغيرهما ؛هؤلاء انطوائين لديهم عقد نفسية ،
----
ففى صفات المنافقين الكثير والكثير التى ورد ذكرُها فى كتاب الله ، وحاولنا على قدر المستطاع أن نأتى لكم بأهم و ليس بالطبع كل صفاتهم ، ولمن أراد الاستزادة فعليه الرجوع إلى قول العلماء عنهم فلديهم الكثير مما لم نذكره ،
جنبنا الله واياكم النفاق وأهله ، ورزقنا التوفيق والاخلاص ..
