" انــعــــدام الـمـنـطــــق "

( مركبة الفضاء الهندية "مانغاليان" ترسل أولى صورها للمريخ ) بى . بى . نيوز انجاز عظيم وراءه بالطبع منظومة علمية متطورة جبارة .. لــكــن ؟!!! ما ان تغادر الغرفة المجهزة بأحدث ما وصلت إليه البشرية من وسائل تحكم وأجهزة تكنولوجية حديثة ، وتذهب لتتجول فى أقرب شارع .. ستصعق لا محالة !! انظر .. إلى اليوم !! ما زال هناك من يسجد للبـقــررررر ؟!!!!! .....
و عجب العجاب ايمانهم العميق بالعلم والعلماء ،و حرصهم على الدقة المتناهية فى ابحاثهم وعلومهم ، ولا يُتصور أن يخرج علينا من علمائهم يوما ما من يدلى بتصريحات تُجافي العقل و المنطق ، بأن يقول مثلا على بعض الحُفر التى على سطح المريخ ، انها آثار أقدام بقرتهم المقدسة ؟؟!!
ورغم ذلك حتى اليوم .. ما زالوا يسجدون للبـقــررررر ؟!!!!! .....

  عجبا يا ابن آدم كيف يقودك هواك لترتقى بجسدك وتصعد به إلى السماء.. وروحك تستغيث بك و تناديك .. لماذا تركتنى ورائك اتمرمغ فى أوحال الأرض ؟!!!!
 
الإلاه التفصيل !! أخطر افرازات طغيان الهوى ؟!! نَفسُك لا تحب من يأمرها وينهاها !! هذا حلال وهذا حرام !! تريد إلاه تفصيل !!.. تابع لها !! .. خادم لهواها !! .. تستدعيه وقت الحاجة وتصرفه !! .. تسترضيه بالقليل من العبادات والنسك !! .. إلاه لقطة حين تجوع تأكله ؟!! ( أرأيت من اتخذ إلاهه هواه .... )
أصنام على تماثيل على صلبان قائمة طويلة ماأنزل الله بها من سلطان !! ألهة تحت الطلب ، لا تَسُر ولا تضُر ،قوتها فقط فى مخيلة أصحابها !! لا يوجد أى منطق فى عبادتها !!! فالمنطق عند هؤلاء يُستدعى فقط حين يباشرون مصالحهم الحيوية !!! فحين توجد المصلحة يوجد المنطق !! ( أفٍ لكم ولما تعبدون من دون اللّه .. أفلا تعقلون )..
مابين المنطق والهوى ، صراع محتدم بداخل كل واحد منا .. عمره من عمرك .. يشتد أحيانا و يهدأ أغلب الوقت باستسلام أحدهما للآخر ؟!!! ...
 
فمن قاده المنطق وسيطر على هواه .. عرف قدر ربه وأسرع هواه فى حبه ، لما عرف من فضل الله عليه واحسانه ، وفطن لفقره إليه وضعفه أمامه ، و كونه لا يعدو أن يكون عبدا من عباده .. يأتمر بأمره .. ويلتزم بشرعه .. ويسعى جاهدا فى مرضاته تحقيقا لغاية الله فيه وحكمته ، حين اصطفاه وميزه على جميع الخلائق بتمام خلقته ..
( لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم .. ) هذا هو الأصل فى خلقة البشر التى على إثرها تولى عمارة الأرض وحظى بشرف الخلافة ، و المرتبة العالية والمقام الرفيع تحت عرش الرحمن فى الآخرة ، فى جنة عرضها السماوات والأرض ...
أما من ضل سعيه فى الحياة الدنيا و اتخذ إلاهه هواه ، فقد خسَر نفسه بعد أن فسد دينه ودنياه ،حين سار المنطق فى ركب هواه !! وهؤلاء من قصدهم الملك فى ذكره ( ... ثم رددناه أسفل سافلين ) ..
 نسأل الله أن يعافينا و يعفو عنا و أن يرزقنا العزيمة على الرشد ويهدينا سواء السبيل ...