" الجـاهـلـيـة المـعـاصـرة "

تُعجبك هيئته .. معيشته .. تمدينه ، وتحَضُرِه !! تُقلّدهم .. تتكلم بلكنتهم .. تطمح فى الهجرة اليهم !!
تُسارع بفلذات أكبادك ليلتحقوا بمدارسهم ..
تسعى بشتى الطرق >>> لتصبح .. واحد .. منهم ؟!!
فالغرب قبلتك وطموحك وبُغيتك .....
 
( قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم ) .... حب الدنيا وزُخرُفها وراء كل انبهار بالغرب والمسارعة فيه ..
كما وراءه أيضا عدم التفقه فى الدين وغياب معانيه !! ..

فمن لم يعلم حقيقة استخلافه فى الأرض ، يتكالب على دنيا فانية ويزهد فى جنة الخلد ؟!
ومن لم يفقه معنى العبودية لله ، يتمحور حول جاهلية معاصرة ويتناسى رسالته على الأرض ؟!!

نعم جاهلية معاصرة بكل ما تحمله من اكتشافات واختراعات ووسائل وتقنيات لرفاهية وخدمة البشر ؟!
مادامت لا تدين بالله ربا ولا بمحمد صلَ الله عليه وسلم نبيا و رسولا !! بل هى استعلاءً على الخالق وتمردا على العزيز الحكيم ؟!!!

لا نتكلم هنا عن انجازات العلم وتقنيات العصر الحديث ، فهى حق مكتسب للبشرية جميعا شاركت فى صناعته حضارات متعاقبة على مدار التاريخ ، وكان للمسلمين فيها الفضل و نصيب كبير !!
ولكن نتكلم هنا عن عقلية وثقافة من يقف وراء تلك المدنية الحديثة ، فهى ثقافة مادية بحتة تتمحور حول استعلاء ال " أنا " واخضاع قوى الطبيعة وتسخيرها لسلطان الهوى !!
بخلاف ما أراده الله تعالى من استخلاف الانسان من تسخير قوى الطبيعة فى عبادته و إحقاقا للحق و العمل على رضاه ..

ولكى نفهم الفرق بين المنهجين ..
فها هى العلمانية التى هى قوام حياتنا المعاصرة اليوم تقف خير شاهد ودليل على مشاقتها لله ورسوله ؟!
كم نادت وتنادى دوما بأن الدين ليس له أدنى علاقة بالحكم والسياسة !!  فالدين عندها هو صوفى النزعة دوره فقط لتهذيب النفوس ومحصور فى المساجد !!

أن تسوس الناس الأهواء .. وليعمل الكل أشباعا للغرائز واللذات .. ليس لله عليهم حق ، ولم يكلفهم بشيئ سوى الشعائر والعبادات .. !!
فلا شأن له البتة بمعايشهم ،و هم أدرى بما يصلح شئونهم ؟!!
( .. أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء ..)

وثنية صُبِغت بها الحياة المعاصرة ليست لها أدنى علاقة بدين النصارى بل لها جذور بالغة القدم فى أساطير الاغريق والملاحم الرومانية !!
 
فورث الغربيون عنها فى اللا وعى والعقل الباطن ، الصراع الأبدى بين الآلهة والبشر !!
 
آلهة تريد أن تقهر الإنسان و تكبته و تحطمه لكي لا يطمع أن يتفوق عليها ؟! و هو من جانبه دائم التحدي للآلهة ، كلما وقع في حفرة من حفائرها عاد يستجمع قواه من جديد ، اثباتا لذاته واعلاءً لطموحه وقدراته ، ولا سبيل لذلك إلا بتمرده و عصيانه !!! ..
فالمدنية الحديثة ما هى إلا جاهلية معاصرة أفرزتها قيم الغرب الوثنى التى تؤمن بالتفوق والاستعلاء والندّية للخالق ، فى صراعات من الارادة و التحدى !! قالها كبيرهم من قبل ( قال إنما أوتيته على علم عندي ) ..!! ولم يقل ( وما توفيقى الا بالله )
 
فأنزل الله عليه حكمه من فوق سبع سماوات >> بالخــســـــف!!
( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون . )

خْسِئت يا بن آدم .. فَلَنْ تَعْدُوَ أبدا قَدْرَكَ !!
( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )
الآخرة عند الله هى الحياة الحقيقية هى الحيوان هى دار المتقين ..
لعـبـاد الرحـمـن ..
( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) ..

نسأل الله أن يمكن لنا فى الأرض ويستخلفنا ويقطع دابر المجرمين ...