فى نزولنا من الجنة للحياة على الأرض حِكَما كثيرة ، وكلما تدبرنا الآيات وتفقهنا فيها تتكشف لنا أفاق وأبعاد جديدة ، لم ندركها من قبل ولم نكن نعلمها ، تدل على حكمة الله البالغة واعجازه فى خلقه ...
ومن ضمن تلك التفسيرات الجميلة لأحد أسباب تواجدنا على هذا الكوكب نجدها فى قوله عزّ وجلّ :_ ( قد أفلح من زكّاها )
فتزكية النفس سر من أسرار وجودك على هذه الأرض ، ولا تتعجب إذ قلنا نحن هنا كى نؤدب و نُربى !!
ومن ضمن تلك التفسيرات الجميلة لأحد أسباب تواجدنا على هذا الكوكب نجدها فى قوله عزّ وجلّ :_ ( قد أفلح من زكّاها )
فمنذ أن تعلم آدم الأسماء كلها ( وعلم آدم الأسماء كلها )
إلى أن تلقى أول درس من دروس التربية الالهية فى وجوب طاعته والالتزام بأوامره وإلا كان مصيره الطرد والابعاد ..
وبمنهج الثواب و العقاب فى التربية ،
بدأت رحلة الانسان على الأرض بطول عمر كل بنى آدم منا ، سعيا وراء تزكية النفوس خلال تلك الرحلة وتأديبها ..
( فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى )
فالنفس فى طريق سعيها لتعرف على خالقها عزّ وجلّ _ من كانت له صفات التمام والكمال وحده _ ( ولله المثل الأعلى ) وعبادته حق عبادته تتربى على الأخلاق والصفات الحميدة ،
وفى المقابل من أهمل تأديب وتزكية نفسه وتناسى أمر ربه ، وقع فى مستنقع الرزائل وطُبعت نفسه بالنقائص والصفات الذميمة (وقد خاب من دساها ) ...
فالأرض بالنسبة لنا هى موطن التعلّم وتزكية النفوس عن طريق التربية ، مع تفاوت الناس فى مثل هذا تفاوت عظيم ( وفوق كل ذى علم عليم ) ..
والأخرة هى مقامك الذى يليق بك ، قربت فيه من ربك أم بعدت عنه ، بقدر ما تحمله واكتسبته على الأرض من أخلاق حميدة ، أو ما لديك من نقائص مُسخت عليها وصفات ذميمة ..
وليس أدل على ذلك من مقام أفضل الْخَلْقِ وأكرمهم على ربه سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ، وهو صاحب المقام المحمود والدرجة الرفيعة والوسلية ، حين أحب الله أن يمتدحه لم يذكره إلا بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم ) ..
وهكذا تمضى قوافل الصالحين على الطريق انطلاقا من التعلّم (الذي علم بالقلم ..علم الإنسان مالم يعلم ) وصولا إلى (ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ) .. حديث ،
طريق طويل قوامه العلم وتزكية النفوس عن طريق التربية ،
فلا تكفى مجرد معرفتك بمعانى الصدق أنك صادق ، أو تردد كلمة الكرم أنك كريم ..
فلكى تكتسب تلك الصفات وغيرها من الصفات الحميدة لابد لك من المرور بتجارب كثيرة تُؤدب وتُربى فيها تسمى ابتلاءات ،
و صبرك فيها سواء كان ابتلاءك بالخير أم الشر ،هو وسيلتك للتعلّم و اكتساب تلك الصفات ( إذا أحب الله قوما ابتلاهم )..حديث
فنحصل بتزكية النفوس على سعادة الدارين الدنيا والآخرة ...
وفى المقابل قد تكون مثل تلك الابتلاءات هى نفسها طريقك للانزلاق والسقوط فى بئر الحرمان لتسخطك وتجهمك وأخلاقك الوضيعة ، التى هى مصدر كل شقاء لك وتعاسة فى الدنيا و الآخرة ..
وقبل الختام يتبقى لنا سؤال هام .. أين الشعائر التعبدية وموقعها من تزكية النفوس ؟؟ بالتأكيد تحتاج هذه المسألة لموضوع مستقل سيأتى لاحقا بإذن الله ...
نسأل الله أن يعلمنا ويزكينا حتى نرتقى بأخلاقنا و نحظى بسعادة الدارين ..
فلكى تكتسب تلك الصفات وغيرها من الصفات الحميدة لابد لك من المرور بتجارب كثيرة تُؤدب وتُربى فيها تسمى ابتلاءات ،
و صبرك فيها سواء كان ابتلاءك بالخير أم الشر ،هو وسيلتك للتعلّم و اكتساب تلك الصفات ( إذا أحب الله قوما ابتلاهم )..حديث
فنحصل بتزكية النفوس على سعادة الدارين الدنيا والآخرة ...
وفى المقابل قد تكون مثل تلك الابتلاءات هى نفسها طريقك للانزلاق والسقوط فى بئر الحرمان لتسخطك وتجهمك وأخلاقك الوضيعة ، التى هى مصدر كل شقاء لك وتعاسة فى الدنيا و الآخرة ..
وقبل الختام يتبقى لنا سؤال هام .. أين الشعائر التعبدية وموقعها من تزكية النفوس ؟؟ بالتأكيد تحتاج هذه المسألة لموضوع مستقل سيأتى لاحقا بإذن الله ...
نسأل الله أن يعلمنا ويزكينا حتى نرتقى بأخلاقنا و نحظى بسعادة الدارين ..
